الخميس، 23 يوليو 2015


مشكلات اجتماعية وسلوكية لدى ذوي صعوبات التعلم




الانسحاب الاجتماعي
         الانسحاب الاجتماعي :
         هو ميل تجنب التفاعل الاجتماعي ، والإخفاق في المشاركة في المواقف الاجتماعية بشكل مناسب ،والافتقار إلى أساليب التواصل الاجتماعي ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية أو بناء صداقة مع الأقران , إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة , وعدم الاكتراث بما يحدث في البيئة المحيطة . وقد يبدأ في سنوات ما قبل الدراسة , ويستمر فترات طويلة وربما طوال الحياة . 
مظاهر الانسحاب الاجتماعي
         العزلة
          انشغال البال
         تجنب المبادرة و التحدث مع الآخرين أو أداء نشاط مشترك معهم
         الشعور بعدم الارتياح في مخالطة الآخرين والتفاعل معهم
         يصاحبه أحيانا عدم الشعور بالسعادة ، ومعاناة قد تصل إلى حد الاكتئاب
         قد يشمل سلوكيات أخرى بدرجات بسيطة
         مثل : القلق ، والكسل والخمول ،الخوف من العقاب ، عدم الوعي للذات وإدراكها ، البطء والتلعثم أثناء الكلام ، والشعور بالنقص والدونية ، سهولة الانقياد ، الخوف من البالغين، حب الروتين ، عدم الاستجابة للتغيير ، التعبير اللفظي المحدود ، مص الإصبع.
أسباب الانسحاب الاجتماعي
*   وجود تلف في الجهاز العصبي المركزي ، أو خلل أو اضطراب في عمل الهرمونات في الجسم .
*   خوف الطفل من الآخرين لوجود خبرات تفاعل اجتماعية سلبية مبكرة مع الأخوة أو الزملاء ، تجعل الطفل يتأثر ويبتعد عن مخالطة الآخرين.
*   عدم احترام الطفل وتجاهله من قبل الآخرين.
*   نمط الحياة العائلية ، وبخاصة ازدواجية المعاملة .
*   الخجل ، وهو من أكثر أسباب الانسحاب الاجتماعي شيوعا ، حيث يحول هذا العامل دون التعبير عن وجهة النظر لدى الفرد الخجول ، وكذلك يحول دون التفكير والحديث عن الحقوق بصوت عال ، كما يمنع الفرد من مقابلة أناس جدد ، وتكوين صداقات جديدة .
*   العزل الاجتماعي الذي يفرض  على بعض اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
*   تدني مفهوم الذات وعدم الثقة بالنفس ، والإحساس بالفشل ، والإحباط لدى ذوي الاحتياجات الخاصة , وكل ذلك ينعكس سلبا على مواقفهم من الآخرين ، وردود الأفعال المتوقعة من الآخرين نحوهم .
معالجة الانسحاب الاجتماعي
         اهتم الباحثون و المعالجون بميدان التربية الخاصة بتطوير الاساليب العلاجية القادرة على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
         اكثر الاساليب استخدامًا:
         النمذجة , تدريب الرفاق , التعزيز الايجابي , تنظيم ظروف البيئة , التدريب على المهارات الاجتماعية.
النمذجة
* الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا يقلدون السلوك الاجتماعي المناسب الصادر من الاطفال العاديين بسبب افتقارهم لمهارات الانتباه والتذكر .
*  النمذجة لا تحدث مالم ينتبه الملاحظ الى السلوك النموذجي ومالم يزود حوافز معينة لتقليد السلوك .
*  اسلوب النمذجة يعتبر غير فعال في حال كون الانسحاب الاجتماعي شديد .
*  تكون النمذجة اكثر فاعلية في حال استخدام التغذية الراجعة التصحيحية والتعليمات اللفظية .
تدريب الرفاق
* يتم تدريب الاطفال الذين يمتلكون مهارات اجتماعية متطورة على التفاعل مع الاطفال المنسحبين اجتماعيًا عن طريق تدريبهم على الاستجابة الايجابية للطفل المنسحب اجتماعيًا عندما يقترب منهم أو يحاول التفاعل مع الطفل المنسحب.
* يطلق على الطفل الذي يتم تدريبه من أجل أن يعمل على تعديل سلوك الطفل المنسحب اسم (الشريك) .
التعزيز الإيجابي
يتمثل أسلوب التعزيز الايجابي بالانتباه إلى الطفل المنسحب اجتماعيًا في حالة اقترابه من الأطفال الآخرين وتفاعله معهم
      تلقين + التعزيز الاجتماعي= زيادة التفاعل الاجتماعي.
تنظيم ظروف البيئة
يتضمن هذا الاسلوب تنظيم الاحداث والمثيرات القبلية في البيئة الاجتماعية للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بهدف زيادة احتمالات حدوث التفاعل الاجتماعي
         يمكن زيادة التفاعل الاجتماعي للمنسحبين اجتماعيًا
         من خلال :
         1- استخدام الالعاب الجماعية.
         2- استخدام النشاطات الاجتماعية الدرامية.
         3- الحد من اللعب الفردي.
التدريب على المهارات الاجتماعية
يشتمل هذا النوع من الاساليب على استخدام النمذجة ولعب الادوار والتعليمات والتغذية الراجعة والتعزيز كزمرة علاجية متعددة العناصر لتنمية المهارات الاجتماعية للطفل المنسحب
دراسات توضيحية
تعددت دراسات التي تبين فاعلية اساليب تعديل السلوك في تنمية التفاعل الايجابي للطفل الانسحابي , أبرزها :
دراسة دي ورفاقه
نفذت الدراسة في تسع صفوف , كل صف يشتمل على ثلاثة اطفال عاديين في مرحلة ما قبل المدرسة , و ثلاثة اطفال ذوي احتياجات خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة , وثلاثة اطفال ذوي احتياجات خاصة في مرحلة المدرسة.
اربعة اطفال من كل صف يعانون من انطواء اجتماعي والرابع ماهر اجتماعيً . واشترك في الدراسة تسعة معلمين .
* بالنسبة للأطفال , فقد ركزت اجراءات التسجيل على الاستجابات الاجتماعية الثلاث التالية:
1- التعاون مع الرفاق.
2- المساعدة الجسمية لتحقيق هدف ما.
3- تنظيم نشاطات المجموعة من خلال توضيح قواعد التفاعل الاجتماعي.
* اما المعلمين فقد ركزت اجراءات القياس على:
1- الثناء والانتباه للأطفال.
2- توجيه الطفل لفظيا وجسديًا وتوضيح الانماط التفاعلية لهم.
تمت الملاحظة وتسجيل الاستجابات خلال جلسات مدة الواحدة (8) دقائق.
مراحل الدراسة:
1- مرحلة الاساس / تضمنت ملاحظة الاطفال الاربعة في كل صف دون استخدام أي اجراءات علاجية خاصة.
2- مرحلة التدريب والمران / طلب من المعلمين مساعدة الاطفال على اللعب باستخدام اساليب حرة لتحقيق ذلك.
3-المرحلة الثالثة / طور الباحثون رزمة علاجية لزيادة التفاعل الاجتماعي , اطلقوا عليها اسم ( رزمة الكفاية الاجتماعية العلاجية للأطفال في سن ما قبل المدرسة)
         الخلاصة
         تحظى المظاهر الاجتماعية التكيفية باهتمام كبير من معلمي التربية الخاصة , فتطوير هذه المظاهر لدى الاطفال ذوي الاحتياجات لا يقل اهمية عنه لدى الاطفال العاديين , فمسؤولية المدرسة سواءً عادية او خاصة لا تقتصر على تعليم المهارات الأكاديمية ولكن المدرسة مؤسسة تعمل على تطوير القدرات الاجتماعية التكيفية للطالب , ودورها يأتي مباشرة بعد دور الاسرة من حيث الاهمية والتأثير على النمو الكلي للطفل .
المراجع:
         تعديل السلوك الإنساني ،جمال الخطيب، 2014، الطبعة السابعة.
         تعديل سلوك الأطفال المعاقين ، دليل الآباء والأبناء، جمال الخطيب ، 2011، الطبعة الرابعة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق